الفصل الخامس والعشرين..
اتكأ هارولد على ساعديه لينهض وينظر لها بغموض فنهضت هي الآخرى لتجلس بجواره وتنظر أمامها بشرود وقد غرقت بالتفكير بشئ ما قد جال بذهنها منذ أن قابلت ملك مصاصي الدماء، فهي تشعر أن هناك سر ما..
"فيما تفكرين؟ هل تعتقدي..؟"
سأل هارولد ولكن سرعان ما قاطعته بحديثها..
"لا شيء فقط أنا أشعر بالتشتت لذا فأنا أضع احتمالات وهمية"
قالت ولكنه نظر لها وكأنه يشعر بأنها تكذب..
"والآن فلتذهب من هنا أم تريد أن تقدمني والدتك كوجبة للشياطين الضائعين بالخارج"
قالت ولكنها لاحظت أن عيناه بدأت تظلم مجدداً..
"فليجرأ أياً كان ويفعل ذلك"
قال بحده بينما..
" إهدأ سايكو أنا أمزح "
قالت في محاولة منها لتلطيف ذلك الجو الملتهب.
"سأذهب الآن..
فلتحصلي على قسط وفير من الراحة أميرتي "
قال وقد هدأت ثورته ثم طبع قبلة علي جبهتها مما جعلها تغمض عيناها وعندما فتحتها لم تجده بالغرفة أمامها فكان قد اختفي بلمح البصر..
ابتسمت ثم عادت لتستلقي على السرير من جديد لتحاول النوم ولكنها لم تستطع فكانت هناك العديد والعديد من الأفكار والتساؤلات التي تجول بذهنها وتعصف بفكرها..
وجهت نظرها ناحية المرآه في أخر الغرفة ثم نهضت لتسير إليها بأرجل متثاقلة وأخيراً وقفت أمامها وهي تقول..
"أريد مقابلتك "
قالت بقوة وهي تنظر لنفسها عبر المرآة ولكن كان ذلك عكس شعورها تماماً فهي كانت مرتعدة الأوصال من الداخل..
الغريب أنه لم يحدث شئ حتى بعدما كررت لوسي طلبها مراراً وتكرارا..
عندما سئمت من ذلك الأمر أعطت ظهرها للمرآة لتتوجه مره اخرى ناحيه سريرها الدافئ ولكن ما حدث قد جعلها تتجمد بمكانها..
سمعت أصوات غريبة من حولها وكانت عالية للغاية تتبعها أصوات تشبه أصوات الخفافيش وصراصير الليل وعندما التفتت كان سطح المرآة يظهر من خلفه مكان شبيه بالغابة ، توجهت بخطوات بطيئة لتصبح أمامها مباشرة فأخذت تنظر لها ثم قامت بوضع يدها عليها وإذا بها تتفاجأ بأن يدها قد اخترقت سطح المرآة الصلب لتصبح بالجهة الآخرى..
عندما كانت على وشك أن تبعد يدها قامت قوة ما بسحبها داخل تلك الغابة المظلمة..
ازدادت ضربات قلبها لدرجة أنها شعرت بأنه سيتوقف عن النبض قريباً، وعندما كانت تلتفت حولها يميناً ويسارا قد سمعت مواء هرة ما فالتفتت وإذا بها ترى هرة سوداء صغيرة كانت تنظر إليها قم بدأت بالسير أمامها وكأنها تقودها إلى مكان ما..
ظلت تتبعها إلى أن وجدت نفسها أمام بوابة حديدية كبيرة قفزت الهرة لتعبر من بين السياج للداخل وعندما حاولت دفعها وجدتها محكمة الإغلاق ولكن بعد ثواني معدودة فتح القفل من تلقاء نفسه كما فتحت البوابة على مصرعيها وهي تصدر صوت صرير شديد أصابها بالقشعريرة وجعلها تضع كلتا يديها على أذنها...
خطت إلى الداخل وكانت ترتدي رداء نومها الأبيض اللون وكان طويل للغاية فعلقت الأتربة في نهايته وعندما توغلت أكثر اشتعلت شعلة نار أضاءت المكان فوجدت نفسها أمام كوخ ما وتلك القطة تقف على الباب وتنظر لها وكأنها تأمرها بالتقدم وبالفعل أخذت خطواتها لداخل ذلك الكوخ..
عندما دخلت سمعت صوت شخص يدندن بأغنية ما وإذا بباب كبير يفتح في آخر الممر ليشع من خلاله ضوءا احمر اللون شديد للغاية مما جعلها تضع يدها على عيناها حتى لا تتأذي فهي كانت تسير بالظلام..
دخلت القطة لتلك الغرفة ودخلت ورائها وكانت الغرفة تحتوي على مكتبة في أحد الأركان وأشياء غريبة يستخدمها المشعوذين.
كان هناك كرسي كبير في منتصف الغرفة يقبع أمام نافذة ما تطلع على ذلك القمر الدموي، فتقدمت إلى أن وصلت إليه وكان يجلس عليه شخص ما وقد توقفت تلك الدندنة عندما اقتربت منها..
نهضت من على الكرسي لتقف أمامها بينما الآخرى قد توسعت عيناها فماذا ستفعل إذا رأيت نسخة منك تقف أمامك بكل ثقة دون أن يفرق بينكما أي شيء في الشكل أو الطول أو...
"أشكرك باربرا..
فلتغادري الآن"
أردفت بهدوء شديد، جيد إن أصواتهن متشابه أيضاً...
نظرت ناحيتها وقد تصبغت عيناها باللون الأحمر ثم أخذت تلتف من حولها..
"لما تريدين مقابلتي ؟
هه على الرغم من أنكي تأخرتي كثيراً في طلب ذلك"
قالت بسخرية بنهاية حديثها..
"ألا يجدر بي أنا أن أسألك هذا السؤال..
ماذا تريدين؟"
قالت لوسي بقوة فقد أدركت انه لا فائدة من الخوف يجب أن تبقى صامدة أمامها..
"سؤال جيد ولكنه غبي بعض الشئ..
قرينتك وقد أحضرتك من عالمك إلى عالم الشياطين ووجدتي نفسك بداخل حرب..
فلا يعقل أن أكون أحضرتك إلى هنا للعب كرة السلة "
قالت بسخرية مرة أخرى بينما أنا رمقتها ببرود...
"أووه يبدو أن صغيرتنا أصبحت لا تخاف الآن وكيف لها أن تفعل وهي تحت حماية الأمير هارلود أقوى أمراء عالمنا"
قالت ومازالت تحافظ على نبرة سخريتها المعهودة..
" لما تريدي أذيتي ؟"
سألتها بحده وهي تقترب منها ولكن الأخرى أخذت ضحكاتها تتعالى...
"أنتي حقا بشرية بلهاء ضيقة الأفق وعقيمة الفكر..
أنا ليس لدي عمل معكي أنتي مجرد وسيلة ستحقق لي العديد من الأهداف وستفعلي هذا شئتي أم أبيتي..
كل ما أريده هو ملك مملكة الشياطين وذنبك أنكي لستي شبيهتي فقط إنما كنتي شبيهة شخص آخر في حياة أخرى"
قالت وهي تذهب لتقف بجوار بلورتها..
" ومن تلك؟ "
سألتها وهي لا تستطيع فهم شئ..
" أظن أن ليستات هو من يملك إجابة على ذلك السؤال والآن أنتي ستفعلي ما سوف أمرك به "
قالت وهي تمرر يدها علي تلك البلورة مما جعلها تنير..
" أنا لن أفعل أي شئ لذا من الأفضل لكي أن تستسلمي"
جاوبت لوسي بنبرة واثقة..
" حتى بعدما تشاهدي هذا"
أردفت بسخرية بينما لوسي شهقت وهي تضع يدها على فمها وتنظر لنا تراه الآن بأعين واسعة وعندما كانت على وشك الحديث وجدت نفسها تقف أمام المرآة في غرفتها ولا يوجد أي تغيير بها..
أخذت تتلمس المرآة بجنون ولكنها كانت عبارة عن جماد الآن، لم تحملها قدماها وسقطت أمام المرآة وهي تبكي بحرقة...
لكن سرعان ما أحاطت بها يداه القويتان من الخلف..
_______________________________
-أنا آسفة جداً على التأخير بس شابتر طويل أهو 😂😂
-ياارب يكون عجبكوا..
-فووت +كومنت ❤
-أراكم قريباً..
Bạn đang đọc truyện trên: Truyen2U.Com